[center]
المفطر العاشر: الحقن العلاجية:
وهذه تنقسم إلى :
1-
حقن جلديه .
2- حقن عضلية .
3- حقن وريدية .
فأما الحقن الجلدية والعضلية
غير المغذية : فلا تفطر عند المعاصرين , وقد نص على ذلك ابن باز وابن عثيمين رحمهما
الله ، والدليل : أن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده , وكذلك هي ليست
أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما .
أما الحقن الوريدية المغذية : فهي موضع خلاف :
الرأي الأول : أنها مفطرة : وهو قول الشيخ السعدي وابن باز وابن عثيمين رحمهم
الله , ومجمع الفقه الإسلامي , والدليل : أنها في معنى الأكل والشرب , فالذي
يتناولها يستغني عن الأكل والشرب .
الرأي الثاني : أنها لا تفطر , لأنه لا يصل
منها شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة , وعلى فرض أنها تصل , فإنها تصل عن طريق
المسام , وهذا ليس جوفاً ولا في حكم الجوف .
والأقرب : أنها مفطرة : لأن العلة
ليست الوصول إلى الجوف بل العلة حصول ما يغذي البدن , وهذا حاصل بهذه الإبر
.
مسألة : الإبر التي يتعاطاها مريض السكر ليست مفطرة .
المفطر
الحادي عشر : الدهانات والمراهم واللاصقات العلاجية :
الجلد في داخله أوعية
دموية تقوم بامتصاص ما يوضع عليه عن طريق الشعيرات الدموية , وهذا امتصاص بطيء جداً
.
وعليه هل ما يوضع على الجلد يكون مفطراًَ ؟
تكلم عنها شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله وقال : أنها لا تفطر , وهذا ما ذهب إليه مجمع الفقه الإسلامي .
بل حكى بعضهم إجماع المعاصرين على ذلك .
المفطر الثاني عشر : قسطرة
الشرايين :
وهي عبارة عن أنبوب دقيق يدخل في الشرايين لأجل العلاج أو التصوير .
ذهب مجمع الفقه الإسلامي أنها لا تفطر : لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في
معناهما ولا يدخل المعدة .
المفطر الثالث عشر : الغسيل الكلوي :
وله
طريقتان :
الأولى : الغسيل بواسطة آلة تسمى " الكلية الصناعية " حيث يتم سحب
الدم إلى هذا الجهاز , ويقوم الجهاز بتصفية الدم من المواد الضارة ثم يعود إلى
الجسم عن طريق الوريد .
وفي أثناء هذه الحركة قد يحتاج إلى سوائل مغذية تعطى عن
طريق الوريد .
الثانية : عن طريق الغشاء البريتواني في البطن :
وبذلك بأن
يدخل أنبوب صغير في جدار البطن فوق السرة , ثم يدخل عادة لتران من السوائل تحتوي
على نسبة عالية من السكر الجلوكوز إلى داخل البطن , وتبقى في الجوف لفترة ثم تسحب
مرة أخرى ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم .
واختلف المعاصرون فيه هل هو مفطر
أم لا ؟
الرأي الأول : أنه مفطر , قال به ابن باز رحمه الله , وفتوى اللجنة
الدائمة .
وأدلتهم : أن غسيل الكلى يزود الدم بالدم النقي , وقد يزود بمادة
غذائية أخرى , فاجتمع مفطران .
الرأي الثاني : أنه لا يفطر .
واستدلوا :
بٍأن هذا ليس منصوصاً ولا في معنى المنصوص .
والأقرب أنه يفطر .
مسألة : لو
حصل مجرد التنقية للدم فقط , فإنه لا يفطر لكن هذا الحاصل في غسيل الكلى إضافة بعض
المواد الغذائية والأملاح , وغير ذلك .
المفطرالرابع عشر : التحاميل التي
تستخدم عن طريق فرج المرأة :
ومثله : الغسول المهبلي .
فهل تفطر هذه
الأشياء أو لا ؟
تكلم عليها العلماء قديماً وحديثاً :
عند المالكية
والحنابلة : أن المرأة إذا قطرت في قبلها مائعاً فإنها لا تفطر .
وعلَّلوا :
بأنه ليس هناك اتصال بين فرج المرأة والجوف .
القول الثاني للحنفية والشافعية :
أن المرأة تفطر بذلك .
وعلتهم وجود اتصال بين المثانة والفرج .
والطب الحديث
يقول : بأنه لا منفذ بين الجهاز التناسلي للمرأة وبين جوف المرأة , وعلى هذا لا
تفطر بتلك الأشياء .
المفطر الخامس عشر : التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر
:
وتستخدم لعدة أغراض طبية : لتخفيف الحرارة وتخفيف آلام البواسير .
ومثله :
الحقن الشرجية .
أولاً : الحقن الشرجية : تكلم عليها العلماء في السابق
:
الأئمة الأربعة : يرون أنها مفطرة لأنها تصل إلى الجوف .
الرأي الثاني :
للظاهرية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية : أنها لا تفطر , لأن هذه الحقنة لا تغذي
بأي وجه من الوجوه بل تستفرغ ما في البدن , كما لو شمَّ شيئاً من المسهلات.
ولأن
هذا المائع لا يصل إلى المعدة .
وأما العلماء المتأخرون فبنوا خلافهم على الخلاف
السابق .
وهل هناك اتصال بين فتحة الشرج والمعدة ؟!
من قال أنها تفطر يقول :
هناك اتصال , ففتحة الدبر متصلة بالمستقيم , والمستقيم متصل بالقولون" الأمعاء
الغليظة " وامتصاص الغذاء يتم عن طريق الأمعاء الدقيقة , وقد يكون عن طريق الأمعاء
الغليظة امتصاص بعض الأملاح والسكريات .
أما إذا امتصت أشياء غير مغذية
كالأدوية العلاجية فإنها لا تفطر ، وذلك بأنه لا تحتوي على غذاء أو ماء .
وهذا
التفصيل هو الأقرب .
ثانياً : التحاميل عن طريق الدبر ، فيها رأيان :
أنها لا
تفطر ، وهو قول ابن عثيمين رحمة الله ، لأنها تحتوي مواد علاجية دوائية ، وليس منها
سوائل غذائية , فليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما .
وهذا هو الصواب
.
المفطر السادس عشر : المنظار الشرجي :
الطبيب قد يدخل المنظار في فتحة
الدبر ليكشف على الأمعاء , والتفصيل فيه نفس التفصيل في منظار المعدة
.
المفطر السابع عشر : ما يدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول
أو دواء :
فهل هذا مفطر ؟!
تكلم عنها العلماء في الزمن السابق :
الرأي
الأول : مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة :
أن التقطير في الإحليل لا يفطر ,
ولو وصل إلى المثانة .
واستدلوا : بأنه ليس هناك منفذ بين باطن الذكر و الجوف
.
الرأي الثاني : وهو المصحح عند الشافعية : أنه يفطر ، لأن هناك منفذ بين
المثانة والجوف.
وفي الطب الحديث :
لا علاقة بين المسالك البولية والجهاز
الهضمي : وعلية لا يفطر .
المفطر الثامن عشر : التبرع بالدم :
وهذا
مبني على مسألة الحجامة .
المشهور من المذهب : أنها مفطرة ، وهذا اختيار ابن
تيمية رحمة الله .
والجمهور : لا تفطر .
والراجح : أنها مفطرة .
وعلى هذا
لا يجوز للإنسان أن يتبرع بدمه إلا للضرورة .
المفطر التاسع عشر : ما يتعلق
بأخذ شيء من الدم للتحليل :
هذا لا يفطر لأنه ليس في معنى الحجامة , فالحجامة
تضعف البدن .
المفطر العشرون : معجون الأسنان :
لا يفطر لأن الفم في حكم
الظاهر , لكن الأولى للصائم أن لا يستخدمه إلا بعد الإفطار , إذ نفوذه قوي ,
ويستغنى عن ذلك بالسواك , أو بالفرشة بلا معجون ، والله أعلم
.