لقي الفيلم اللبناني المثير للجدل "دنيا" للمخرجة جوسلين صعب حول ختان البنات اقبالا كبيرا لدى عرضه الجمعة في العاصمة التونسية في اطار مهرجان قرطاج السينمائي. فقد تدافع المشاهدون الجمعة 17-11-2006 على قاعة "المونديال" وسط العاصمة لرؤية هذا الفيلم المشارك فى المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة التي تختتم مساء اليوم السبت، بهدف الفوز بالجائزة الكبرى "التانيت الذهبي".
وكان هذا الفيلم موضع ردود فعل متباينة في مصر. ويتحدث الفيلم عن علاقة الانسان العربي بالجسد من خلال علاقة ثلاث نساء برجالهن وتاثير الختان المنتشر فى مصر على العلاقة الجنسية بين الرجل والمراة وما يلحق بالمراة من اضرار نتيجة هذه العملية.
ويركز الفيلم على طالبة اسمها دنيا تحب الرقص وتتزوج من رجل يحبها لكنها لا تجد المتعة الا مع استاذها محمد منير. الفيلم من تمويل فرنسي وصور في القاهرة والاقصر. ويلعب ادوار البطولة فيه فنانون مصريون بينهم حنان الترك فى اخر ادوارها قبل ارتدائها الحجاب والمطرب محمد منير وفتحي عبد الوهاب وعايدة رياض وسوسن بدر ويوسف اسماعيل وخالد الضاوى.
وقال المنظمون ان "الممثلة المصرية حنان الترك رفضت حضور العرض ولم تشرح اسباب ذلك". وقالت عبير (20 عاما) التي شاهدت الفيلم عند خروجها من صالة العرض "احببت الفيلم لانه جرىء وقوي وابطاله متمكنون" والرأي نفسه عبر عنه حبيب الذي قال ان "الفيلم عبر عن لغة سينمائية راقية تعرف
الوصول الى قلب وعقل المتفرج من خلال المواقف الصعبة التي قدمتها المخرجة".
وكان هذا الفيلم شارك في اكثر من مهرجان دولي منها مهرجان مونتريال فى كندا ومهرجان القاهرة. ويفترض ان يفتتح ايام القصبة السينمائية فى رام الله (الضفة الغربية). وكان الفيلم تعرض لانتقادات حادة من قبل النقاد المصريين اثر عرضه العام الماضي ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي واتهموه بالاساءة لمصر خاصة لتعرضه لظاهرة الختان.
ويتنافس فى الدورة الحادية والعشرين لايام قرطاج السينمائية 15 فيلما من بينها فيلم لبناني آخر هو "البوسطة" لفيليب عرقتنجي الذى لقي هو الاخر اقبالا كبيرا ورحب به النقاد والجمهور.
ويروى الفيلم قصة مجموعة من الشبان يجولون فى انحاء لبنان داخل حافلة قديمة حمراء اللون وهم يؤدون وصلات من رقصة الدبكة اللبنانية التقليدية على انغام التكنو. وكان فيلم "عرس الذيب" للمخرج التونسي جيلاني السعدي لقي اقبالا جماهيريا كبيرا عند عرضه الخميس في اطار المسابقة الرسمية لايام قرطاج السينمائية.
والفيلم يطرح موضوعا غير مالوف اذ يصور حياة شبان الاحياء الشعبية ويتناول خصوصا مسألة الاغتصاب الجنسي. ويحكي الفيلم قصة مجموعة من الشبان يغتصبون مومسا هي سلوى تعمل في احد الملاهي الليلية، باستثناء شاب واحد اتهم هو في نهاية الامر باغتصابها.
وقرر هذا الشاب الذي يدعى "صطوفة" (اسم دلع مصطفى) الثأر فيخطف سلوى ويحتفظ بها فى بيته. لكنه يعدل عن ذلك ويطلب منها مغادرة المنزل لكنها ترفض. ثم يتعاطف معها بعد ان قصت عليه تجاربها القاسية ويطلب منها الزواج والسفر بعيدا.
وقال السعدي لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الموضوع خامره لتنامي ظاهرة الاغتصاب فى المجتمع من خلال ما تنقله الصحف اليومية من قضايااجتماعية".
واضاف "اخترت هؤلاء المهمشين في فضاء واحد فى ليلة واحدة لابراز ظاهرة العنف بمختلف اشكالها وكيف تسللت الى سلوكياتنا اليومية والوقوف على خلفياتها".
وتابع "تحررت من كل القيود الاجتماعية والتابوهات لا تمكن من تناول هذا الموضوع المسكوت عنه لا فقط فى تونس بل فى كل المجتمعات لاخرى". وقد تعمد السعدي ابراز الجوانب السلبية في شخصية الممثلين فبدت جامدة باردة لا تعبر عن التناقضات والصراعات التى بداخلها وما يحركها هو غرائزها فقط.
وقال "انها في نظري شخصيات غير حالمة تعيش على الهامش تكيفت مع الضغوط التى باتت بالنسبة لها من المسلمات". واشاد النقاد بهذا الفيلم "الجرىء الذى يتطرق الى مسائل مسكوت عنها رغم تفشيها". وقال السينمائي التونسي سالم بن يحي ان "الفيلم فرصة اتيحت لنرى انفسنا ونقف على سلبياتنا".
من جهته رأى الصحافي محسن عبد الرحمن ان "الفيلم بسيط يتضمن حكاية واضحة لها بداية ونهاية عرف المخرج كيف يشكله ويصوغه بشكل درامي متقن". والسعدي المقيم فى فرنسا، مولود في 1962 في بنزرت (60 كلم شمال العاصمة). وقد درس السينما فى باريس وكان اخرج فيلما طويلا بعنوان "خرمة". كما اخرج فيلمين قصيرين ناطقين باللغة الفرنسية بعنوان "مساومة ليلية" و"مقهى نزل المستقبل